الأحد، 29 يناير 2012

خير نساء طلعت عليهن الشمس...!


** إلى النماذج الكاملة تشرئب أعناق المؤمنات والمومنين. إلى مريم ابنة عمران وصويحباتها في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وإلى الأكملين المرسلين ترنو أعين المؤمنات والمومنين... ذُكر رسول الله عيسى عليه السلام في القرآن خمسا وعشرين مرة: تسع مرات باسمه المجرد، وست عشرة مرة بنسبته إلى مريم. عيسى ابن مريم عليه السلام رسول المعجزات الخارقة . يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى وينفخ في هيأة طير من الطين فيكون طائرا. كل ذلك بإذن الله، وجريا على سنة الله في تأييد رسله بالمعجزات. وأعظم معجزات سيدنا عيسى عليه السلام ميلاده: وضعته أم معجزة. أم عذراء ناداها الملك كما ينادي الأنبياء، وبشرها كما يبشرهم ، ونفخ الله فيها من روحه كما نفخ في آدم خليفته في الأرض.

-**- مريم هبة الله لعمران وامرأة عمران، صالحان أنجبا صالحة. وكفلها الأصلح سيدنا زكرياء عليه السلام [آل عمران37] طفلة كانت والكرامات تظهر على يدها. أعظمهن لزوما المحراب والعبادة.
 -مريم المحراب. مريم الطهر، مريم نجية الملائكة، مريم المصدقة بكلمات ربها وكتابه، مريم القانتة. [آل عمران 42-43]  المهم أن تعلم النساء، وتوقن المومنات أن الله عز وجل كما يصطفي من الرجال عبادا يصطفي من النساء إماءً ، وأن باب كرمه مفتوح للمرأة كما هو مفتوح للرجل، وأن طاعته سبحانه وعبادته والقنوت إليه والجهاد في سبيله هي الأعمال التي تشرُف بها المرأة ويشرف بها الرجل لأنها أعمال خالدة، تموت الحضارات ويبعث الخلق فرادى ما يجدون عند مولاهم إلا ما قدموا.

 -**- طاهرة مصطفاة أخرى أخرجها الله عز وجل من بين فرث ودم لتعلم المومنات أن الصلاح الأخروي ما هو وقفٌ على من ولدهن صالحان وكفلهن أصلح وتزوجهن رسول. هي امرأة فرعون. ذُكرت في القرآن بحيثيتها في بيت جبار، لم تُذكر باسمها. كافر متأله مفسد في الأرض عالٍ فيها، ما ضر امرأته فجورُه وإجرامه. كذلك المومنَة، عاشت في كنف صالحين، في زمن صالح، أو نشأت في عصر سادت دنياه حضارة مجرمة، لا يرفعها ولا يحطها إلا عملها. رقت امرأة فرعون للصبي موسى لما ألقى به اليم والتقطه آل فرعون [القصص8] ونجا موسى الصبي، وكبِر موسى الغلام في بيت عدو الله، ربته ولية الله ورحِمَته، وتعلمت من موسى النبي الرسول ( كلمة الهدى ودين الحق كما تعلم ذلك منه بعض آل فرعون. وضرب الله مثلا للمومنات كما ضرب مثلا بمريم [التحريم 11-12].

إن لم يذكر في القرآن من الكاملات غير مريم وآسية، فقد ذكر الوحي على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نماذج كاملة ليعلم الكل أن الاصطفاء الإلهي متصل. بل بلغ الاصطفاء قمته مع قمة الرسل عليهم السلام : يمسك بيده الشريفة المصطفاة خديجة فيقول: "خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد" [رواه الشيخان والترمذي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه]

-**- وما لها أمنا خديجة لا تكون خير نساء العالمين وهي آمنت حين كفر الناس، ونصرت حين خذلوا وحمت حين أسلموا! بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت في الجنة من قصب (لؤلؤ) لا تعب فيه ولا نصب، قال أبو هريرة رضي الله عنه : أتى جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله! هذه خديجة قد أتت ومعها إناء فيه إدام، أو طعام أو شراب. فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنِّي. وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" [أخرجه البخاري ومسلم]
 الله أكبر! أيهما أغلى وأحلى ! بيت عند الرب. أم تحية السلام من الرب!
حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدها بعد موتها. قالت أمنا عائشة: "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة قط، وما رأيتها قط. ولكن كان يكثر ذكرها. وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة. وربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد" [رواه الشيخان والترمذي].

-**- أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت له أحب الناس إليه، وأكرمهن عليه، سيدة النساء فاطمة رضي الله عنها. قال جميعُ بنُ عُمَير التيمي: "دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة. قيل: ومن الرجال؟  قالت: زوجها. إن كان _ما علمت_ صواما قوَّاما" [أخرجه الترمذي والحاكم وصححه] وروى الترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال: "كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، ومن الرجال علي". -سيدتنا فاطمة عليها السلام سيدة نساء الجنة. جاء بالبشرى مبعوث خاص لتسمع المرأة الخاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا ملك نزل من السماء، لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة. استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" [أخرجه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه] -يغضب لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخصها بالترحيب ويضمها ويقبلها ويقول:" فاطمة بَضعة مني" (أي قطعة مني)، وفي فراش الموت يتهلل وجهه الشريف، ويستبشر بقدومها، ويُسر إليها كلاما فتبكي، ثم يُسر إليها آخر فتضحك. سألتها أمنا عائشة ما كان أسر إليها فكان مما أخبرتها به أنه قال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة. وأنك أول أهلي لحوقا بي؟" [الحديث رواه الشيخان رضي الله عنهما].

-**-عائشة المدللة في الدنيا، المحبوبة، المبشرة بالبشارات العظمى يدخل عليها وهي في فراش الموت سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيجد امرأة تخاف الله رب العالمين. يسألها: كيف تجِدينَكِ؟ قالت: بخير إن اتقيتُ الله. قال: فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء. ويزورها في مرضها بعْدَ ابن عباس (رضي الله عنهما) عبد الله بن الزبير فتشكو إليه قائلة: "دخل علي ابن عباس فأثنى علي، وَوَدِدْتُ أني كُنتُ نِسيا منسيا!" [الحديث] راوه البخاري عن ابن أبي مليكة]
 -قانتة خائفة من ربها إلى آخر رمق. ما بَطِرتْ بنعم ربها عليها، فتتَّكل على مكانتها من حبيب الله صلى الله عليه وسلم إنما زادها القرب من الله ورسوله خوفا وحزنا على تقصيرها في ذات الله. شأن الصالحين. روى عنها الشيخان وأبو داود والترمذي قالت:"قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائشُ، هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . قالت: وهو يرى ما لا أرى: تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم"
 -وروى الشيخان والترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: " كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام [الثريد الخبز واللحم، الطعام المفضل عند العرب]
 عائشة التقية النقية أفضل النساء، كانت أيضا من أكبر العلماء. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "ما أشكل علينا _أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم _ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما" [رواه الترمذي بسند صحيح] وروي بسند صحيح عن عمرو بن العاص قال: "قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. وقيل: ومن الرجال؟ قال: أبوها "لا يزاحم حب عائشة وأبي بكر حب فاطمة وعلي. فازوا والله جميعا وسعدوا. ألحقنا الله بهم مسلمين صالحين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق