الخميس، 19 يناير 2012

أمنا الحبيبة زينب الإسماعيلية -رضي الله عنها-


- هي زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة الإسماعيلية رضي الله عنها، كان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وخالها هو حمزة بن عبد المطلب، وخالتها صفية بنت عبد المطلب.
-كانت قديمة في الإسلام ومن المهاجرات الأوائل، زوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه فطلقها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قوله جل وعلا: ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وِطَراً زِوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ في أزْوَاجِ أَدْعِيائِهِمْ إذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أمْرُ اللّه مَفْعُولاً)) [الأحزاب: 37].


*** زواج من فوق سبع السموات: ---------------------------------
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثالث وقيل الخامس وهي يومئذ بنت 35 عاما. وأولم عليها وأطعم المسلمين خبزا ولحما.
عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد: ((اذهب فاذكرها علي)).
فانطلق حتى أتاها، وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، وقلت: يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكرك.
قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أؤامر ربي عز وجل.
ثم قامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.
قال أنس: ولقد رأيتنا حين دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم، فخرج الناس وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: ((السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته)).
قالت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، كيف وجدت أهلك بارك الله لك؟ فتقرَّى(1) حجر نسائه كلهن، ويقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة.
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رهط ثلاثة في البيت يتحدثون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء، فخرج منطلقاً نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا، فخرج حتى إذا وضع رجله في أسكفة(2) الباب، وأخرى خارجه أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً}[رواه البخاري ومسلم –رحمهما الله-].
 إن أمنا زينب رضي الله عنها هي الزوجة التي زوجه الله بها، وكانت تفتخر بذلك على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
فتقول: زوجكن أهلوكن وزوجني الله من السماء.
عن الشعبي قال: كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهم: إن جدي وجدك واحد - تعني عبد المطلب - فإنه أبو أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو أمها أميمة بنت عبد المطلب، وإني أنكحنيك الله عز وجل من السماء، وإن السفير جبريل عليه السلام".

*** حسن أخلاقها وكريم سجاياها: --------------------------------
كانت رضي الله عنها تسامي عائشة بنت الصديق في الجمال والحظوة، وكانت دينة ورعة عابدة كثيرة الصدقة والإيثار وكانت تسمى أم المساكين، روت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد عشر حديثا.
- قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة".
- عن الصديقة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت : ((يرحم الله زينب، لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف ، إن الله زوجها ، ونطق به القرآن. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: أسرعُكُنَّ بي لُحُوًقا أطولُكُنَّ باعًا فبشرها بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة)).
-قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: "فكنا نتطاول أينا أطول يداً، قالت: فكانت زينب أطولنا يداً، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق".
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ: (إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ).
قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا الأَوَّاهَةُ؟ قَالَ: (الخَاشِعَةُ، المُتَضَرِّعَةُ).
- عصمها الله من الخوض في حادث الإفك بورعها: فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عني زينب بنت جحش، وهي التي كانت تساميني(1) من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، فقالت: يا رسول الله احمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيراً".

***وفاتها رضي الله عنها: --------------------------
كانت رضي الله عنها أول نسائه صلى الله عليه وسلم لحوقا به، توفيت سنة 20 أو 21، وصلَّى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه وهي أول من صنع لها النعش ودفنت بالبقيع.
عن ابن عمر رضي الله عنهما: لما ماتت بنت جحش أمر عمر مناديا : ألا يخرج معها إلا ذو محرم . فقالت بنت عميس : يا أمير المؤمنين ، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم ؟ فجعلت نعشا وغشته ثوبا . فقال : ما أحسن هذا وأسْتَرَهُ! فأمر مناديا ، فنادى: أن اخرجوا على أمكم.

--------------------------------------------------------
1-فتقرى: أي تتبع الحجرات واحدة واحدة.
2- الأسكفّة: هي خشبة الباب التي يُوطأ عليها (العتبة).
3-تساميني: تنافسني في المكانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق