السبت، 28 يناير 2012

مولاتنا زينب الكبرى رضي الله عنها: الجزء الأخير


 -وفاتها رضي الله عنها:
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ" [كشف الأستار للهيثمي، ورجاله رجال الصحيح، ومستدرك الحاكم، وغيرهما]
 - جاء عن عروة بن الزبير: "أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش، فقاتلاه حتى غلباه عليها، فدفعها حتى وقعت على صخرة فأسقطت، وأهرقت دما، وذهبوا بها إلى أبي سفيان، فجاء نساء بني هاشم فدفعها إليهن، ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وَجِعَةً حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة. وكان وفاتها في أول سنة ثمان من الهجرة النبوية [أخرجه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح].
 - ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على تجهيزها؛ فعن أم عطية رضي الله عنها، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "اغسلنها وترا، ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور فإن غسلتنها فأعلمنني" قالت: فأعطانا حِقْوَهُ، وقال: "أشعرنها إياه" [صحيح مسلم وطبقات ابن سعد]
 - ذريتها:
 وقد أنجبت زينب رضي الله عنها من أبي العاص بن الربيع: أمامة، وعليّا، أما علي فقد مات وهو صغير، وقيل: مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ناهز الحلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وهو مردف على ناقته.
 وأما أمامة فقد عاشت وتزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة خالتها فاطمة الزهراء. وقد كان أبو العاص قد أوصى بها للزبير بن العوام فزوجها سيدنا عليا كرم الله وجهه، واستشهد وهي عنده، ثم تزوجت بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وماتت عنده، ولم تنجب لعلي بن أبي طالب، ولا للمغيرة، وقيل: ولدت للمغيرة ولدا سماه يحيى ومات، فانقطع بذلك نسل سيدتنا زينب عليها السلام.
 - وكانت أمامة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقع الكريم والمحل العظيم، فقد كان يحملها على عاتقه وهو يؤم الناس في الصلاة.
 - فعن أبي قتادة الأنصاري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يحمل أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها. [البخاري ومسلم وغيرهما].
 وعن أمنا عائشة رضي الله عنها أن النجاشي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حليةً فيها خاتم من ذهب فصُّه حبشي، فأخذه وإنه لمعرض عنه، فأرسله إلى ابنة ابنته زينب، قال: "تحلي بهذا يا بنية".[الإمام أحمد وابن ماجة].
 -وفي رواية:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ومعه قلادة جزع، فقال لأعطينها إلى أحبكنّ إلي، فقلن: يدفعها إلى ابنة أبي بكر، فدعا بابنة أبي العاص من زينب فعقدها بيده، وكان على عينها رمص، فمسحه بيده صلى الله عليه وسلم.
 - رضي الله عن مولاتنا زينب الكبرى وزوجها وابنتها.
--------------
 - حقوه: هو بكسر الحاء وفتحها لغتان ، يعني : إزاره.
 - ومعنى (أشعرنها إياه): اجعلنه شعارا لها ، وهو الثوب الذي يلي الجسد ، سمي شعارا ؛ لأنه يلي شعر الجسد.
 - الجزع: هو الخرز اليماني، واحدة جزعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق