ونقرأ مشاركة أم المؤمنين أم سلمة رضي
الله عنها يوم الحديبية بالرأي السديد لنتلقى درسا في غناء المرأة المؤمنة و
كفاءتها في المواقف السياسية الحرجة ( روى البخاري عن المسور بن مخرمة و مروان
قالا : « خرج رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ زمن الحديبية ( ... ) فلما فرغ من
قضية الكتاب ( كتاب شروط الصلح و منها أن يرجع فلا يتمم العمرة ). قال رسول الله _
صلى الله عليه و سلم _ لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا (وفي ذلك إنهاء للعمرة و
تحلل منها قبل أدائها ). قال : فو الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات.
فلما لم يقم منهم أحدا دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة :
يا نبي الله ! أتحب ذلك ؟ (تحب أن يفعلوا ما أمرت ) ؟ اخرج،ثم لا تكلم أحدا منهم
كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك :
نحر بدنه و دعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا،و جعل بعضهم يحلق بعضا
حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ».( الحديث )/غما على ما فرط منهم من التباطؤ عن
الطاعة،أم غيظا على الإجحاف في شروط الهدنة ؟ كان الموقف شديدا على المسلمين،لم
يقبلوا شروط الصلح المجحفة،و هم كان من ورائهم انتصارات بدر و الأحزاب و خيبر و
سائر المغازي. موقف توقف فيه عمر وعارض،و حزن المسلمون و اغتموا.و أنقذت الموقف
امرأة بحسن رأيها و سداد مشورتها. رضي الله عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق